لقد قطعت شركة “إلفز -Elves”، تطبيق المساعد الشخصي ومقرها القاهرة، شوطا طويلا منذ ديسمبر /كانون الاول الماضي، حيث أسسها الزوجان المصريان؛ كريم الصاحي وزوجته عبير السيسي، وأصبحت إلفز تطبيقا مميزا على “المسنجر -Messenger”. تبلغ عدد الزيارات الشهرية على “الفيسبوك-Facebook” لخدمة إلفز التي تضم 40 موظفا حوالي 30 ألف زيارة، حيث تسمح الخدمة للمستخدمين بطرح الأسئلة على الموظفين حول أي شيء كالسفر أو حجوزات الفنادق أو المساعدة في العثور على الامتعة أو جدولة الاجتماعات. (ولكن ترتبط معظم الطلبات بالسفر)، وبعد ذلك يقوم الموظفون بالبحث عن المعلومات وإجراء المعاملات اللازمة.
يعتبر إلفز مثيرا للاهتمام لثلاثة أسباب. فهو دليل على مدى سرعة تطور المنظومة المصرية، ويظهر كيفية تطور برنامج المسنجر تدريجيا كمنصة لتطبيقات الطرف الثالث، ويبين مدى تطور الذكاء الاصطناعي.
إن الاتصال مع الفيسبوك يعني أن مهندسي إلفز لديهم إمكانية الوصول إلى الميزات الجديدة التي يصنعها مهندسو فيسبوك، بحيث يمكن لمستخدمي المسنجر في الشرق الأوسط الى جانب الدخول إلى التطبيق زيارة تطبيق إلفز.
على الرغم من أنها شركة ناشئة (18 شهر) إلا أنها استطاعت أن تحقق إيرادات شهرية بلغت حوالي 80 ألف دولار (على الرغم من أن معظمها يأتي من شراء تذاكر الطيران لتزويد العملاء بها). ومع الاستثمارات التي بلغت 700 ألف دولار من قبل 15 مستثمرا، تجمع الشركة اليوم تمويلا أوليا بقيمة 1.25 مليون دولار.
يملك كلا من الصاحي والسيسي الخبرة في تنظيم المشاريع. حيث تضم اليوم شركتهما الأولى ” E Group Corp” 250 موظف في جميع أنحاء العالم. كما وقد قام الصاحي أيضا بتأسيس شركة رأس المال الاستثماري ” Genius Ventures ” والتي تم الاستحواذ عليها من قبل ” Sawari Ventures” ومقرها القاهرة.
إن تطبيق إلفز مثير للاهتمام فهو يسلط الضوء على الطريقة التي يتطور فيها المسنجر مع مرور الوقت، اذ يساعد على التواصل بين المستخدمين وموظفي العلامات التجارية المعلنة على الفيسبوك. في الوقت الذي يضم فيه التطبيق حوالي 60 شركة، 10 منها فقط بحسب تقديرات الصاحي قد ساهمت في تطور المسنجر حتى الآن. يعرف هذا المجال الذي يعتمد على الانسان والالة في نفس الوقت “بالتجارة عبر المحادثة”. وأشار نائب رئيس فيسبوك دان ليفي إلى مدى تركيز الشركة على ذلك.
من المثير للاهتمام أن نرى الطريقة التي يقوم بها الفيسبوك بأتمتة جزء من عملية البيع. وتعتبر العلامات التجارية التي تعتمد بشكل متزايد على الفيسبوك لتعزيز الزيارات مسؤولة عن جزئية التكلفة المرتفعة في عملية البيع، حيث يطلب من الموظفين إكمال طلبات المستخدم.
ربما يعتري البعض قلق بشأن احتمال اجراء تغييرات في منصة الفيسبوك من شانها أن تفقد إلفز اهميتها، اذ ان هناك دائما خطر في ربط نفسك مع شركة كبيرة كالفيسبوك، فذلك إما أن يحقق لك النجاح الكبير أو قد يسحقك.
لكن الصاحي والسيسي لا يعتقدان ذلك. انهما لا يفكران بالتطبيق كخدمة مساعد شخصي، بل كاداه تعلم ذكاء اصطناعي. إن سهولة العمل مع 40 موظف، يعني أن الناس هم على استعداد لاستخدام تطبيق إلفز. عندما بدأت الشركة اعمالها لأول مرة، كان الموظفون قادرين على الدردشة مع ثلاثة أو أربعة مستخدمين في نفس الوقت، أما اليوم فيمكن للواحد منه التعامل مع 25 مستخدم في الوقت ذاته.
0 comments:
Post a Comment