انتشرت أخبار وضع الفنان المصري “تامر حسني” لبصمته الإسمنتية بالمسرح الصيني في مدينة هوليوود، انتشار النار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، فانقسم المتابعون بين مصدق ومكذب، وجاءت ردود الأفعال بين فرحة المعجبين، وتشكيك الكارهين. فهل “تامر حسني” هو أول فنان عربي يضع بصمته في هوليوود، أم أن وراء الخبر قصة ما؟ .. هذا ما سنعرفه في هذا التقرير.
التكريم والبصمة الإسمنتية
صباح يوم الجمعة الماضي تلقت الصحف المصرية خبرًا من إدارة أعمال النجم “تامر حسني” عن سفره لمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، ليضع بصمته على رصيف النجوم في هوليوود، بدعوة من إدارة المسرح الصيني التي أرادت أن تُكرم النجم وتعرض فيلمه الأخير “تصبح على خير”.
بدأت الصحف المصرية بتداول الخبر بكثافة، حتى جاءت الجمعة التالية حاملةً سيلًا من الأخبار والصور، عن تكريم “حسني” وعرض فيلمه، ووضعه بصمته الإسمنتية في هوليوود. ولم ينقطع الحديث حتى هذه اللحظة عن الإنجاز العظيم الذي حققه النجم المصري باعتباره أول فنان عربي صاحب بصمة في رصيف النجوم الـ Forecourt.
المسرح الصيني في هوليوود
المسرح الصيني كيان فني وثقافي له ثقل خاص في هوليوود، تأسس عام 1927م، ومنذ ذلك الوقت اهتم بإقامة العروض الفنية المهمة، وعرض الأفلام الأفضل على الساحة السينمائية. يحرص المسرح على اختيار أفلامه بعناية شديدة، ويمنحها التكريم الذي تستحقه، حيث يصنع للنجوم ما يشبه رصيفًا إسمنتيًا “Forecourt” يحمل بصمة اليد والقدم للفنان المكرم.
يضم المسرح حاليًا مئات البصمات لنجومٍ عالميين، أمثال: آل باتشينو، مارلين مونرو، جاك نيكلسون، كلينت استوود، جوني ديب، توم كروز، توم هانكس، ميل جيبسون، ساندرا بولوك، وسوزان سروندون وغيرهم.
ابتداءً من عام 2013م، تغير نهج المسرح الصيني، بعدما اشترت شركة TLC الصينية حقوق تسمية المسرح باسمها مقابل 5 ملايين دولار، فأصبح بإمكان أي شركة إنتاج أن تعرض فيلمها هناك من باب الترويج مقابل مبلغ مالي يُدفع للشركة.
تصبح على خير
“تصبح على خير” هو فيلم “تامر حسني” الأخير، الذي شارك به في موسم أفلام عيد الفطر 2017. تدور أحداثه في إطار كوميدي رومانسي، ويحكي قصة المهندس الثري الناجح “حسام الخديوي” الذي يهرب من واقعه الممل إلى عالم الأحلام بواسطة جهازٍ ما. يشارك “تامر حسني” البطولة النجمات “نور”، “درة”، و “مي عمر”، وهو من إخراج المخرج “محمد سامي”. حقق الأفلام أرباحًا بلغت 25 ميلون جنيهًا، ليحتل المركز الثاني في الموسم، بعد فيلم “هروب اضطراري” للنجم “أحمد السقا”.
الفيلم عُرض يوم الأربعاء الماضي في تمام الساعة السادسة مساءً في إحدى قاعات المسرح الصيني بهوليوود، بغرض تكريم الفيلم وفريق صُناعه من قبل إدارة المسرح، وهو الخبر الذي يثير الشكوك، خاصةً وأن الفيلم غير مطروح ضمن جدول عروض أفلام المسرح الذي يعرض عدة أفلام حاليًا منها “DUNKIRK” و””ATOMIC BLONDE و”THE EMOJI MOVIE”، بحسب ما جاء في موقعه الرسمي على الإنترنت.
تصبح على كذب
الحقيقة التي أخفاها “تامر حسني” أن فيلم “تصبح على خير” لم يُعرض بناءً على طلب من إدارة المسرح الصيني، لكن مجلة Enigma المصرية الصادرة باللغة الإنجليزية، هي التي سعت لعرض الفيلم هناك، حيث استأجرت قاعة عرض، وقامت ببيع التذاكر، ثم روجت للأمر على أنه تكريم من إدارة المسرح الصيني للفيلم وصُناعه وبطله.
الحقيقة وراء بصمة تامر حسني الأسمنتية
عندما تكون نجمًا مؤثرًا لك تاريخ فني حافل، فحتمًا سيسعى المسرح الصيني في هوليوود لأن يجعل لك بصمة إسمنتية في رصيف هوليوود الشهير “Forecourt”. لا أعتقد أن أحدًا سيخالفني الرأي عندما أقول أن “تامر حسني” لم يصنع بعد التاريخ الفني الذي يستحق أن يُخلد عليه.
ما حصل مع “تامر حسني” أنه وضع بصمته على قالب إسمنتي محفوظ داخل وعاء خشبي، وهو الأمر المخالف للعادة المتبعة في وضع البصمات، فمن المعروف أن النجم المُكرم يضع بصمته مباشرة في المربع المخصص له على الرصيف، وهذا يعني أن تلك البصمة لن تكون على رصيف النجوم في الـ Forecourt.
0 comments:
Post a Comment