الهيبيز والهيبسترز، مصطلحان نسمعهما بشكل متكرر في الأفلام ووسائل التواصل الاجتماعي دون أن نعرف ما الذي يعنيانه، بل إنّ الكثيرين يخلطون بين المصطلحين ويظنون أنّ أحدهما ليس إلّا اختصارًا للآخر، إلّا أنّ هذا الأمر خاطئ تمامًا. لذا، فإن كنت أحد هؤلاء الأشخاص، أو حتى إذا كنت تعلم أنّ هذين المصطلحين لا يعنيان نفس الشيء لكنك لا تعلم الكثير عنهما، فدعنا نعرفك على الفرق بين كل من “الهيبيز” و “الهيبسترز”.
تاريخ ظهورهما
ظهرت حركة الهيبيز في منتصف الستينات من القرن الماضي – وتحديدًا خلال حرب فيتنام – في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا قبل أن تنتشر في مجموعة كبيرة من الدول الأخرى أهمها دول أميركا الجنوبية، وقد كانت هذه الحركة تدعو إلى السلام وإيقاف الحرب قبل أن تتحول لاحقًا إلى ما يشبه “جماعة” لها شكلها وهويتها الخاصة، حيث يعرف الهيبيز بحبهم للحياة إلّا أنّهم مع ذلك يحاولون عيشها بأبسط الطرق الممكنة، بمعنى أنّهم قد يسافرون إلى مناطق بعيدة دون حمل المال الكافي لأصغر متطلبات هذا السفر؛ وذلك لأنّهم يرون أنّ التخلي عن استعمال المال يعطيهم حرية أكبر، ويحررهم من قيود الرأسمالية والأشياء المادية.
من ناحية أخرى نجد أنّ ثقافة الهيبيز تقوم كذلك على استهلاك الحشيش، العلاقات الجنسية الحرة، محاربة مرض التوحد، وارتداء ملابس ذات ألوان مفعمة بالحياة وذات أشكال غريبة تختلف عن ما يرتديه الناس في العادة.
بالنسبة للهيبسترز، فإنّها قد ظهرت كذلك في نفس فترة ظهور الهيبيز، إلّا أنّها لم تعرف بالقدر الكافي إلّا عند منتصف التسعينات، وقد ازدادت شهرتها شيئًا فشيئًا في أيامنا هذه بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الصور التي تظهر مدى تميز أشكال المنتمين لهذه الحركة الشبابية، إلّا أنّ مشكلة هذه الحركة بالضبط هي أنّ أهميتها لا تتجاوز الملابس التي يرتديها أفرادها الذين يهتمون بشكلهم الخارجي بشكل مبالغ فيه، ولا يتميزون عن غيرهم تقريبًا إلّا بهذا الشكل، وهو ما يميز الهيبيز عنهم لأنّهم – ولو في بدايتهم على الأقل – قد شكلوا حركة جدية ذات هدف نبيل وفكر يستحق الدفاع عنه، وينتمي الهيبسترز عادةً إلى الطبقة المتوسطة أو الميسورة، كما يتميزون بميولهم لدراسة الفنون والعلوم والرياضيات.
بالإضافة إلى ما سبق، نجد مجموعة من العناصر التي يختلف فيها كل من هاتين الحركتين، لكن لنبدأ أولًا بالتعرف على أوجه التشابه بين الهيبيز والهيبسترز.
أوجه التشابه بينهما
- يرتدي كل من الهيبيز والهيبسترز بشكل متعمد ملابس يعتبرها العامة “قبيحة” ويحاولون قدر المستطاع أن يظهروا كذلك بمحافظتهم على أجسام نحيلة ولحى كثيفة وطويلة.
- يستمع كل منهما إلى أصناف موسيقية يمقتها أو لا يفضلها الأغلبية.
- يؤمن كل منهما بأنّ البشر يجب أن يكونوا نباتيين ويدعون لذلك.
- تقوم النساء المنتميات لهاتين الحركتين بقص شعرهن بشكل سيّئ عمومًا، كما لا يقمن بوضع الماكياج ولا يرتدين حمالات الصدر.
- يتجنب كل منهما اتباع صيحات الموضة السائدة في محيطهما.
- يعتقد كل من الهيبسترز والهيبيز أنّ تشابه طباع وشكل المنتمين إليهم يجعلهم مميزين عن غيرهم.
- في حالة استخدامهما السيارات، يقوم كل من الهيبيز والهيبسترز باختيار السيارات التي لا تتسبب في انبعاث الغازات السامة.
- وكما استنتجتم، فإنّ كلًا من الهيبيز والهيبسترز يشتركان بشكل خاص في إصرارهم على تحدي القواعد الجاري عليها العمل في المجتمع الذي يعيشون به.
أوجه الاختلاف
- يرتدي الهيبسترز السراويل الضيقة بينما يرتدي الهيبيز السراويل والتنانير الفضفاضة، كما يفضلون ارتداء الملابس التي تظهر منطقة السرة.
- يميل الهيبيز إلى ارتداء الألوان المشرقة، بينما يرتدي الهيبسترز الألوان الباهتة، كما يفضلون إضافة بعض الإكسسوارات كالنظارات والوشاح، بالإضافة إلى الأحذية الرياضية القديمة.
- يشكل القنب الهندي أو مخدر الحشيش جزءًا لا يتجزأ من هوية الهيبيز لكنه ليس كذلك بالنسبة للهيبسترز.
- يعيش الهيبيز حياة الزهد و بأقل الإمكانيات الممكنة، بينما يقال أن الهيبسترز ينفقون الأموال لكي يظهروا فقراء.
- لا يتناول الهيبسترز الأطعمة المحتوية على الغلوتين.
- يؤمن الهيبيز بمفهوم العلاقات الحرة التي لا تفرض على أطرافها أي التزام يذكر تجاه بعضهم البعض إلّا إذا قرروا هم ذلك عن كامل إرادتهم واقتناعهم، كما كانوا يعتبرون من أهم مؤيدي الثورة الجنسية.
- يؤمن الهيبسترز بأهمية التفكير الحر المستقل، ولذلك فإنّهم يتجنبون التأثر بأجهزة الإعلام ويدعون إلى أخذ الحيطة والحذر منها.
- يسعى الهيبيز إلى الوصول إلى فهم الوجود ومعنى الحياة، بينما لا يهتم الهيبسترز بهذا الجانب بأي شكل.
- يتميز الهيبسترز بحبهم لزيجات الأعراق المختلفة، ويعرف محيطهم بالانتشار الواسع لهذه الزيجات.
0 comments:
Post a Comment