تصور نفسك… واقفاً في منتصف ساحة مزدحمة. أنت الآن في خضم المنافسة أمام مائة ألف من المشجعين الذين يهتفون. لا شك أن نصفهم – علي الأقل – لا يهتفون لك، بل غالباً ما يكرهك هؤلاء وبشدة. ربما لا ينتهي الأمر أيضاً عند هذا الحد، بل إنهم يظهرون لك كم أنهم حقاً يحتقرونك. كل هذا مع بعض التعليقات المثيرة للاشمئزاز عنك… وعن عائلتك.
أتعلم ؟ أنت في الواقع تعيش تلك التفاصيل يومياً في مجال عملك. هؤلاء الناس يطلق عليهم “الحاقدون” أو “اعداء النجاح”، وربما… أنت ما زلت لا تملك العدد الكافي منهم.
نعم، هذا صحيح. أنت لم تخطئ بقراءتها. أنت في حاجة إلي المزيد منهم.
لماذا؟! لأن هناك علاقة مباشرة بين درجة النجاح الممتعة والأعداد الحاقدة!
يقول العديد من الخبراء:-
إذا أردت تحقيق أعظم النجاحات، عليك تمنِّي أن تصير مكروهًا!
فكر في الأمر بشكل مختلف قليلاً. عليك أن تحب كراهية الناس لك لأن هذا يعني… أنك في الاتجاه الصحيح.
لكن انتبه! هناك اختلاف كبير بين الرغبة والحب. أعظم الناجحين لديهم منتقديهم حتي مايكل جوردان وستيف جوبز. كل هذا الانتقاد يلقونه منذ بداية طريقهم إلي النجاح. فإن اعداء النجاح أناس يظنون أنهم يعرفون طريق النجاح لكنهم لم يسعوا أبداً للوصول إليه.
اعداء النجاح… من يكرهون؟
يقول أحد الناجحين متحدثاً عن نفسه :-
عندما نشرت مقالي الأكثر شعبية، تعلمت كيف اقتنص الفرص. لقد نعتوني بعدة مسميات يصعب ذكرها لدرجة أنها حُذِفَت من قبل الموقع. كما امتلأ بريدي الوارد برسائل مضمونها:- “يجب أن تُرفَد”.كل هذا بالإضافة إلى بعض التعليقات العظيمة مثل:-
- لا أستطيع الاستمرار بالقراءة.
- مضيعة للوقت.
- أنت سطحي للغاية.
و يكمل حديثه قائلاً:-
لقد كانت قناعاتي الشخصية في الماضي هي:- “ما المرأة إلا شيء”.
نعم، هذا التشبيه بالنسبة إليَّ الآن مستفز للغاية.
لكن… ألا تعتقد أن المحررين وافقوا علي عرض هذا المنشور؟ أنت واهم.
هناك قيمة مطلقة لوجود الحاقدين بالحياة
قدَّم جيني سيسكل – واحد من نقاد الأفلام الأسطورية ببرنامج “عن الأفلام” – رأياً سلبياً للفيلم الرائع “صمت الحملان”. بالطبع هو كاره للفيلم، لكن هذا الفيلم في الحقيقة حصل علي جائزة الأوسكار. كما منحت مجلة “رولينج ستار” ألبوم “never mind” لفرقة الروك الأمريكية “نيرفانا” تقدير ثلاثة نجوم. كان ذلك من بعد تقييمهم السلبي عنه. هذه المجلة أيضاً لم تحب فريق الروك الإنجليزي “Led Zeppelin” في السبعينيات ولا عازف الروك الأمريكي “جيمي هندريكس”، لكنهم اعترفوا في النهاية بأنهم قد أخطأوا في الحكم عليهم.
كل هذا يعزز حقيقة أننا بحاجة إلي اعداء النجاح في جميع مجالات العمل، لكِّننا يجب ألا نشغل أنفسنا بما يقول هؤلاء عن عملنا الخاص. هناك دوما أهمية لهؤلاء الحاقدين لأنهم الانعكاس الحقيقي للمعايير الثقافية لدينا. لذا فالحاقدون دوماً هم المقياس.
اعداء النجاح… لماذا يكرهون؟
النقد هو كراهية داخلية انطلقت للخارج. يُعتقد أن الكراهية غالبا علامة علي الضعف والحسد و الخوف . فالحاقدون يكرهونك لأنك تفعل ما لا يستطيعون وما لا سيفعلون… أو ما هم خائفون منه لدرجة أنهم حتى لا يحاولون. إنهم جزء طبيعي لتطور أعمالك. عندما تبدأ عملاً جديداً سيكون هناك نقاداً. وعندما تصبح جيداً بعملك، سيكون هناك حاقدون. وعندما تصبح خبيراً، سيتحول الجميع إلي محبِّين.
والسؤال الآن:- هل أنت مستعد للانتقاد والهجوم لتنمو أعمالك الشخصية؟
بالطبع تتساءل كيف يمكنك تجنب كل هذا؟ حسنا… هناك طريقة واحدة لتجنب الهجوم والكراهية:- ألا وهي…
اجلس مكانك وشاهد العالم من حولك. لا تفعل شيئاً. لا تحدد أهدافاً .كن شخصاً عادياً. عندها لن تجد أحداً يكرهك أو حتى يفكر في الحكم عليك. هنيئاً لك فأنت الآن… غير مرئي.
النقد والكراهية هما الثمن اللذان تدفعهما لإنشاء وتوسيع دائرة أعمالك. لذا لا تدع صوت الحاقدين يطغي عليك. ستعطيهم القوة حينئذ إذا استمعت إلي ما يقولون. تجاهل تفاهاتهم واستغلها كوقود يدفعك دوماً للأمام. إنهم يكرهونك لأنك تسعي نحو تحقيق أهدافك وتعمل عليها بقوة. بطريقة ما، إنهم أعظم أنماط ردود الفعل التي يمكن أن تحصل عليها عندما تعمل بجد.
مثالاً على ذلك:- هوارد ستيرن. إنه مذيع ومقدم برامج وممثل وشاعر ومصور فوتوغرافي أمريكي!
كارهو هوارد ستيرن يستمعون بالفعل إلي برنامجه الإذاعي يومياً أكثر مما يستمع إليه محبيه. وذلك لأنهم يريدون أن يعرفوا ماذا سيقول!
الكثير من الكارهين = الكثير من النجاح .
في النهاية:- الحاقدون… يمكن أن يشككوا بقدراتك، يمكن أن يهاجمونك، لكنهم لن يستطيعوا أبداً إيقافك. قرار التوقف هو قرارك أنت.
0 comments:
Post a Comment